10-03-2011, 02:33 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
السياحة البحرينية
قبل *١٤٩١ كان التنقل بين جزيرتي* المحرق والمنامة* يتسم بالصعوبة والمعاناة الكبيرتين نتيجة أن العبور على تلك الجزيرتين* يتم بواسطة السفن الشراعية الصغيرة العبرة. ويحكي* الدكتور أحمد العريض عن المشقة التي* كان* يلاقيها والده سالم العريض* (رحمه اللّه) عندما عين مدرساً* للغة الانجليزية والرياضيات في* مدرسة الجعفرية بالمنامة والهداية الخليفية بالمحرق عام *٠٣٩١ ويصف د*. أحمد العريض رحلة الشقاء التي* يستقلها والده كل ثلاثة أيام في* الاسبوع الى مدرسة الهداية . فيقول*: في* فترة عام *٠٣٩١ قدم والدي* الى البحرين من الهند،* فعمل لفترة في* إدارة الجمارك،* بعدها انتقل الى إدارة المعارف مدرساً* للغة الانجلزية والرياضيات،* وكان* يقوم بالتدريس ثلاثة أيام في* الجعفرية وثلاثة أخرى في* الهداية بالمحرق وكانت المواصلات في* تلك الأيام صعبة جداً،* كان الناس* يذهبون الى المحرق عبر* (العبرة) وكانت تقطع المسافة بين الجزيرتين في* نصف ساعة،* وأحياناً* ثلاثة ساعات اذا كان الريح معاكس والبحر جزراً،* وفي* أكثر الأحيان ترسو السفينة بعيداً* عن الساحل فيضطر حارس* (البلم*) أن* يخوض البحر عاري* القدمين في* الشتاء حاملاً* حذاء وشنطة الكتب ودفاتر تمارين الطلبة حتى* يصل الى اليابسة. وفي* عام *٢٣٩١ أي* في* عهد المغفور له بإذن اللّه تعالى الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة حاكم البحرين* »٢٣٩١ - ٢٤٩١« بدأت فكرة ربط المدينتين والتين تبعد المسافة بينهما أقل من نصف ميل بواسطة طريق عبر البحر*. وفي* ٩٢٩١ شرعت الحكومة في* انشاء جسر صخري* يحمل فوقه شارعاً* بعرض *٠٣ قدماً*. وقد شرع البناء في* الجسر على أيدي* بحرينيين،* كانوا* يجلبون الصخور المرجانية من قاع البحر*. وكان بالامكان أن* يكون الأمر سهلاً* وأكثر رخصاً* لو تم تشييد جسر بري* أي* بشكل ثابت،* لكن لأهمية المرور المائي* لقوارب الابحار،* جعل من الضروري* انشاء جسر* يفتح ويغلق في* نفس الوقت،* مما صعب من المهمة وزاد من التكلفة*. فاغلاق الممر البحري* سيجعل من القوارب الابحار نحو شمال المحرق في* البحر المفتوح،* لذا استقر الرأي* على وجود جسر* يفتح ويغلق في* نفس الوقت*. وفي* ٨٣٩١ استعانت الحكومة بكبير المهندسين الاستشاريين في* الحكومة العراقية* (ار*. دي*. كويدز) وقد زار* (كويدز) البحرين وقدم تقريراً* للحكومة* يوصيها فيه بنوعية الجسر الذي* يلائم الاحتياجات*. وأوصى بترك فتحة الجسر باتساع *٠٠٢ قدم حتى لا* يتأثر مستوى على جزيرة المحرق*. وقد تخلل البناء فترة توقف استمرت عام وهي* في* عام *١٣٩١ بسبب نقص في* الميزانية،* ولكن في* عام *٣٣٩١ استؤنف العمل واستمر بشكل متقطع حتى تم انجازه أواخر عام *٠٤٩١. وكان الجسر* يتكون من سقفين متحركتين بفتحتين قدرهما *٠٥ متراًمع أربعة فراغات في* الممر المائي*. وكان من الممكن أن* يكتمل الجسر قبل ذلك ولكنه بسبب الحرب العالمية الثانية التي* تسببت في* اغراق شحنتين من الحديد قادمتين من بريطانية وقد تسبب ذلك الحادث في* اغراق قسمين من الجسر* في* البحر واقد استعانت الحكومة بشركة نفط البحرين* (بابكو*) والتي* قامت ببناء القسمين المفقودين في* ورشة الشركة*. وفي* عصر* يوم الجمعة الموافق *٨١ ديسمبر *٠٤٩١ تم افتتاح جسر المحرق رسمياً* تحت رعاية المغفور له الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في* احتفال شعبي*.. ويحكي* صالح نجل المحامي* محمد حسن الحسن والذي* كان والده هو الذي* القى خطاب افتتاح الجسر فيقول*: في* أواخر الثلاثينات كان الوالد* يعمل في* بيت الدولة مع المستشار تشارلز بلجريف في* وظيفة مترجم،* وأثناء عمله كلفه بلجريف بأن* يستعد في* عصر الجمعة القادم لالقاء خطاب افتتاح جسر المحرق أمام الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة بعد ترجمتها وفي* يوم الافتتاح حضر الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة مع أنجاله في* سيارته وكان أول المارين على الجسر وسط اعلام البحرين وهتافات الأهالي* الذين نثروا أمامه الرياحين والورود فيما هاج أصحاب الحافلات والسيارات بأبواق سياراتهم مهللين وفرحين بهذا المشروع*. وقد قال في* خطابه*: أيها السادة أشكر هيئة الاذاعة اذ أتاحت لي* الفرصة لإلقاء هذه الكلمة بمناسبة عيد جلوس ملكنا المفدى الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أدام اللّه عزه فهي* فرصة ثمينة أتمكن بها من رفع التهاني* الى عظمته لحلول عيد جلوسه المبارك*. واني* لواثق بأنه* يسر المستمعين الكرام* - من البحرين ومن أقطار الشقيقة المجاورة* - ما سأذكره عن عظمته وعن عهده الميمون*. نحتفل سنوياً* بعيد الجلوس منذ أن ارتقى عظمته عرش الحكم في* سنة *١٥٣١ مظهيرن مزيدا من الابتهاج والسرور ثلاثة أيام بلياليها فنقيم خلالها الحفلات وتلقي* خطب التهاني* لعظمته ونفتح المتاجر ليلا ونؤثثها بأحسن أثاث وما الى ذلك من ضروب براهين الولاء والاخلاص لكن ليس بغريب أن أظهر الشعب شعوره نحو مليكه ففي* شخصه الكريم نجد شتى الخصال الحميدة من كرم حاتمي* وتسامح وعدل ومساعدة وسهر على مصالحنا فالفضل راجع له في* منع الخمور ومعاقبة من* يخالف بشربه ما* يستحقه من العقاب الصارم*. وبلادنا ترفع رأسها افتخاراً* من تخلصها من هذا الداء الاجتماعي* العضال وما ذاك إلاّ* من اعمال رأيه وسمو تفكيره*. لقد تقدمت البلاد تقدما محسوسا في* عهده فعم التعليم بحيث أصبح من الممكن الآن لدى الوطنيين اشغال المراكز في* دوائر الحكومة والمتاجر وبجانب التعليم انشئت مدرسة صناعة وأجريت فيها أخيراً* تحسينات جمة وجيئ للمعارف بأساتذة ماهرين*. واستغنينا عن ارسال بعثات الى الخارج لما في* البحرين من المعاهد العلمية الكافية*. وقد تطور الأمر الى أبعد من ذلك اذ أصبحت البعثات تفد الى البحرين لتقلي* العلوم في* معاهدها من البلدان المجاورة*. وفي* عهده المبارك اكتشف النفط وباكتشافه ووجود الشركة قل ما* يعانيه الاهلون من ازمة اقتصادية نظرا لدرائة اسواق اللؤلؤ*. ونظمت المحاكم وبنيت لها بناية فخمة فتجد القاضي* الشرعي* يجري* احكام الشرع الحنيف والمجال تعمل بما جرى به العرف بحيث لا تعارض الشرع وتجد ايضا محاكم تنفيذيه*. ومن اروع ما عمل في* عهده بناء المستشفى الحكومي* الذي* تعالج فيه شتى الامراض فهذا المستشفى* يضاهي* في* معداته ونظامه احسن مستشفيات الاقطار المتمدينة*. وهو* يحتوي* على فرعين كبيرين واحد للرجال واخر للنساء*. ومما* يدهش حصول وسائل الراحة فيه وادوات تحليل الامراض وآلات الكشف*. ومما* يسر العناية بالمرضى والنظافة التامة*. اما الزراعة فهي* من الامور التي* نراها قد تقدمت وتنظر الحكومة في* ادخال تحسينات حديثة نافعة اخرى عليها*. فشكلت لهذا الغرض هيئة من ملاك النخيل ومن لهم اختصاص بهذا العمل*. كل هذه اعمال تدعو للشكر من الرعايا لملكهم المفدى والالتفاف حول عرشه المحروس* - حامدين مولاهم جل وعلا على ما نالوه من عهد سعيد*. كما نرى ان حكومتنا الجليلة باذلة قصارى جهدها لنتمكن من نيل الحياة التي* لنا حق التمتع بها*. ولا ننسى ان نعم بالفضل اخويه الجليلين صاحبي* السمو الشيخ محمد والشيخ عبدالله ابني* عيسى آل خليفة وكبير انجاله سمو الشيخ سلمان وسعادة مستشار الحكومة لما قاموا به من مساهمة ولما لهم من اثر فعال واياد طولى في* المشاريع التي* بينتها انفا*. واختم كلمتي* سائلا المولى ان* يطيل عمر صاحب العظمة ومكررا تمنياتي* الطيبة الخالصة له وداعيا لبلده الامين وكافة الاقطار العربية الاخرى بالابتعاد عن شرور الحرب وويلاتها*. محمد حسن الحسن وقد القى الشاعر عبدالرحمن المعاودة قصيدة بهذه المناسبة قال فيها*: هذا هو الجسر الذي* من عهدكم يشدو بفضلك فيه وهو جماد ما المرء بالآثار* يخلد ذكره لا* غرو ان هتفت لك الحشاد وقد بلغت التكلفة الاجمالية للجسر نحو *٤.٣٢ لك* (١ لك* يساوي* مائة الف روبية*). وتسلم رجال المرور تنظيم حركة المرور على الجسر بان جعل على طرفي* الجسر الحديدي* شرطة مرور احدهم من الطرف المؤدي* للمنامة والآخر للطرف المؤدي* للمحرق حيث ان الجسر كان لا* يتسع الا لسيارة واحدة فقط وكان في* يد كل شرطي* علم احمر* يوقفه لكي* تتوقف حركة السيارات القادمة من جهته*. وبعد عام من افتتاحه اي* في* عام *٢٤٩١ وضعت اول اشارة ضوئية في* البحرين على جسر المحرق بلونين الاحمر والاخضر فقط* . وقد كانت طريقة التعامل على الجسر بان* يشتري* السائق تذكرة محددة لنوع سيارته من شخص موجود في* رأس الرمان ويسلمها لموظف* يقف امام خشبة تسد المرور على الجسر لا* يفتح الا بعد ان* يتسلم التذكرة وهكذا عند رجوعه إلى المنامة او العكس،* ولكن بعد ذلك تم تخفيض السعر واصبح لكل سائق تذكرتين بسعر تذكرة* يعبر فيها من المنامة إلى المحرق او العكس*. ثم بعد ذلك الغيت التذاكر واصبح المرور مجانا*. |
||||||||||||||||||||||||||||||||